فصل: باب في المكر والخديعة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد **


  باب في قوله‏:‏ لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ونحو هذا

365- عن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يزني حين يزني وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف - أو سرف - وهو مؤمن‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار وفيه مدرك بن عمارة ذكره ابن حبان في الثقات وبقية رجاله رجال الصحيح

366-وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير بطوله والبزار وروى أحمد منه‏:‏ ‏"‏لا يزني الزاني ولا يسرق‏"‏ فقط، وفي إسناد أحمد‏:‏ ابن لهيعة وفي إسناد الطبراني معلى بن مهدي قال أبو حاتم‏:‏ يحدث أحياناً بالحديث المنكر، وذكره ابن حبان في الثقات

367-وعن عائشة رضي الله عنها أنه مر رجل قد ضرب في الخمر على بابها فقالت‏:‏ أي شيء هذا‏؟‏ قلت‏:‏ رجل أخذ سكراناً فضرب‏.‏ فقالت‏:‏ سبحان الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا يشرب الشارب حين يشرب وهو مؤمن يعني الخمر، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن، فإياكم وإياكم‏"‏‏.‏

رواه أحمد والبزار ببعضه والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس، ورجال البزار رجال الصحيح

368-وعن عبد الله بن مغفل قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يشرف الناس إليه وهو مؤمن‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره وضعفه أحمد ويحيى بن معين

369-وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن‏"‏، قلنا‏:‏ يا رسول الله كيف يكون ذلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏يخرج الإيمان منه فإن تاب رجع إليه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفي إسناد الطبراني محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وثقه العجلي وضعفه أحمد وغيره لسوء حفظه‏.‏

370-وعن شريك عن رجل من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏من زنى خرج منه الإيمان، فإن تاب تاب الله عليه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم

371-وعن ابن عباس وأبي هريرة وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير قلت‏:‏ حديث ابن عباس في الصحيح وغيره باختصار وحديث أبي هريرة كذلك

372-وعن علقمة بن قيس قال‏:‏ رأيت علياً رضي الله عنه على منبر الكوفة وهو يقول‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليها أبصارهم وهو مؤمن، ولا يشرب الرجل الخمر وهو مؤمن‏"‏، فقام رجل فقال‏:‏ يا أمير المؤمنين من زنى فقد كفر‏؟‏ فقال علي‏:‏ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نبهم أحاديث الرخص، لا يزني الزاني وهو مؤمن‏:‏ إن ذلك الزنى له حلال فإن آمن به أنه له حلال فقد كفر، ولا يسرق وهو مؤمن بتلك السرقة أنها له حلال فإن آمن بها أنها له حلال فقد كفر، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن أنها له حلال فإن شربها وهو مؤمن أنها له حلال فقد كفر ولا ينتهب نهبة ذات شرف حين ينتهبها وهو مؤمن أنها له حلال فإن انتهبها وهو مؤمن أنها له حلال فقد كفر‏.‏

رواه الطبراني في الصغير وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كذاب لا تحل الرواية عنه

373-وعن أبي هريرة قال‏:‏ سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا يسرق السارق وهو مؤمن، ولا يزني الزاني وهو مؤمن، الإيمان أكرم على الله من ذلك‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ هو في الصحيح خلا قوله‏:‏ ‏"‏الإيمان أكرم على الله من ذلك‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه إسرائيل الملائي وثقه يحيى بن معين في رواية وضعفه الناس، قلت‏:‏ ويأتي لأبي هريرة حديث في الفتن

374-وعن الفضل بن يسار قال‏:‏ سمعت محمد بن علي وسئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن‏"‏‏.‏ فأدار دارة واسعة في الأرض ثم أدار في وسط الدارة دارة فقال‏:‏ الدارة الأولى الإسلام، والدارة التي في وسط الدارة الإيمان، فإذا زنى خرج من الإيمان إلى الإسلام ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك‏.‏

رواه البزار وفيه الفضل بن يسار ضعفه العقيلي‏.‏

  باب ما جاء في الرياء

375- عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر‏"‏ قال‏:‏ وما الشرك الأصغر يا رسول الله‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الرياء، يقول الله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم‏:‏ اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء‏؟‏‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

قلت‏:‏ وتأتي بقية أحاديث الرياء في الزهد ونحوه‏.‏

  باب الشح يمحق الإسلام

376-عن أنس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما يمحق الإسلام محق الشح شيء‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف‏.‏

  باب في الحقد وغير ذلك

377-عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن النميمة والحقد في النار لا يجتمعان في قلب مسلم‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عفير بن معدان أجمعوا على ضعفه‏.‏

  باب في المكر والخديعة

378-عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏المكر والخديعة في النار‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبيد الله بن أبي حميد أجمعوا على ضعفه‏.‏

  باب في الكبائر

379- عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏اجتنبوا الكبائر‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة

380-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من لقي الله عز وجل لا يشرك به شيئاً وأدى زكاة ماله طيباً بها نفسه محتسباً وسمع وأطاع فله الجنة - أو أدخل الجنةـ ، وخمس ليس لهن كفارة‏:‏ الشرك بالله، وقتل النفس بغير حق، وبهت المؤمن، والفرار من الزحف، ويمين فاجرة يقتطع بها مالاً بغير حق‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه بقية وهو مدلس وقد عنعنه

381-وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غير تخوم الأرض، ولعن الله من كمه أعمى عن السبيل، ولعن الله من يسب والديه، ولعن الله من تولى غير مواليه‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

382-وعن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الكبائر أولهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم وفرار يوم الزحف ورمي المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرته‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عمر بن أبي سلمة ضعفه شعبة وغيره ووثقه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما

383-وعن أبي الدرداء قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ألا أخبركم بأكبر الكبائر‏؟‏ الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، - وكان النبي صلى الله عليه وسلم محتبياً فحل حبوته فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بطرف لسانه وقال‏:‏ ألا وقول الزور‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير فيه عمر بن المساور وهو منكر الحديث

384-وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ الله ورسوله أعلم، قال‏:‏ ‏"‏هن فواحش وفيهن عقوبة، ألا أنبئكم بأكبر الكبائر‏؟‏‏!‏ الإشراك بالله، ثم قرأ‏:‏ ‏{‏ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً‏}‏ وعقوق الوالدين ثم قرأ‏:‏ ‏{‏أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير‏}‏ وكان متكئاً فاحتفز فقال‏:‏ ألا وقول الزور‏"‏‏.‏ وقال ابن عباس‏:‏ كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا أن الحسن مدلس وعنعنه

385-وعن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال‏:‏ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏اجتنبوا الكبائر السبع‏"‏، فسكت الناس فلم يتكلم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ألا تسألوني عنهم‏؟‏ الشرك بالله، وقتل النفس، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، وقذف المحصنة، والتعرب بعد الهجرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة

386-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال‏:‏

‏"‏لا أقسم لا أقسم‏"‏، ثم نزل فقال‏:‏ ‏"‏أبشروا أبشروا، من صلى الصلوات الخمس وأجتنب الكبائر دخل من أي أبواب الجنة شاء‏"‏‏.‏ قال المطلب‏:‏ سمعت رجلاً يسأل عبد الله بن عمرو‏:‏ أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهن‏؟‏ قال‏:‏ نعم، ‏"‏عقوق الوالدين والشرك بالله وقتل النفس وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف وأكل الربا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم بن الوليد بن العباس ولم أر من ذكره

387-وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ثلاثة لا ينفع معهن عمل‏:‏ الشرك بالله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن ربيعة ضعيف جداً

388-وعن سلمة بن قيس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إنما هي أربع فما أنا بأشح مني عليهن يوم سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ألا، لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات

389-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء‏:‏ من مات لا يشرك بالله شيئاً، ولم يكن ساحراً يتبع السحرة، ولم يحقد على أخيه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه ليث بن أبي سليم

390-وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏الكبائر سبع‏:‏ الإشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقذف المحصنة، والفرار من الزحف، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف

391-وعن ابن عباس أن رجلاً قال‏:‏ يا رسول الله ما الكبائر‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الشرك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله موثقون

392-وعن ابن مسعود قال‏:‏ الكبائر‏:‏ الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله‏.‏

وفي رواية‏:‏ أكبر الكبائر‏.‏ وإسناده صحيح

393-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه‏:‏

‏"‏أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تشربوا مسكراً، فمن فعل من ذلك شيئاً فأقيم عليه حده فهو كفارة من ستر الله عليه فحسابه على الله عز وجل ومن لم يفعل من ذلك شيئاً ضمنت له على الله الجنة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون إلا أنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده

394-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تطفأ ناره ولا تموت ديدانه ولا يخفف عذابه الذي يشرك بالله عز وجل، ورجل جر رجلاً إلى سلطان بغير ذنب فقتله، ورجل عق والديه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سنان، ضعفه أحمد

395-وعن عبد الله بن أنيس الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏من أكبر الكبائر الشرك بالله، واليمين الغموس‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وهو بتمامه في الإيمان والنذور ورجاله موثقون ‏(‏فائدة‏:‏ قال شيخنا الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم العراقي‏:‏ حديث عبد الله بن أنيس رواه الترمذي في التفسير‏.‏كما في هامش الأصل‏)‏

396-وعن معاذ بن جبل قال‏:‏ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال‏:‏ يا رسول الله علمني عملاً إذا أنا عملته دخلت الجنة، قال‏:‏ ‏"‏لا تشرك بالله شيئاً وإن عُذبت وحرقت، أطع والديك وإن أخرجاك من مالك ومن كل شيء هو لك، لا تترك الصلاة متعمداً فإنه من ترك الصلاة متعمداً برئت منه ذمة الله، لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر، لا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أنه لك أنفق من طولك على أهلك، ولا ترفع عنهم عصاك، أخِفْهم في الله‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن واقد، ضعفه البخاري وجماعة وقال الصوري‏:‏ كان صدوقاً

397-وعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

ص‏:‏296

‏"‏إن أكبر الكبائر الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، ومنع فضل الماء، ومنع الفحل‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف ولم يوثقه أحد

398-وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ثلاثة لا يسأل عنهم‏:‏ رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصياً، وأمة أو عبد أبق من سيده فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها أمر الدنيا فتبرجت بعده، وثلاثة لا يسأل عنهم‏:‏ رجل نازع الله رداءه فإن رداءه الكبرياء وإزاره العز، ورجل كان في شك من أمر الله، والقنوط من رحمة الله‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير فجعلهما حديثين ‏(‏هذه الزيادة بخط شيخنا الحافظ عبد الرحيم العراقي هكذا، وجدتها بخطه في حاشية الأصل‏)‏ ورجاله ثقات

399-وعن معاذ بن جبل قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏لا تزال المرأة يلعنها الله وملائكته وخزان الرحمة وخزان العذاب ما انتهكت من معاصي الله شيئاً‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبيد بن سلمان الأغر وثقه ابن حبان وذكره البخاري في الضعفاء، وقال أبو حاتم‏:‏ يحول من كتاب الضعفاء لم أر له حديثاً منكراً

400-وعن عائشة قالت‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏هلك المتقذرون‏"‏

‏(‏قال ابن الأثير في النهاية‏:‏ المتقذرون‏:‏ الذين يأتون القاذورات‏)‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جداً

401-وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال‏:‏ إنكم لتعملون أعمالاً هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات‏.‏

رواه البزار وفيه عباد بن راشد وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو داود وغيره، قلت‏:‏ ويأتي لهذا الحديث طرق في التوبة إن شاء الله‏.‏

  باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب

402-عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كفوا عن أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب، فمن كفر أهل لا إله إلا الله فهو إلى الكفر أقرب‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه الضحاك بن حمرة عن علي بن زيد وقد اختلف في الاحتجاج بهما

403-وعن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا‏:‏ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين - فذكر الحديث إلى أن قال‏:‏ ‏"‏إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً‏"‏ قالوا‏:‏ يا رسول الله ومن الغرباء‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الذين يصلحون إذا فسد الناس ولم يماروا في دين الله، ولا تكفروا أحداً من أهل التوحيد بذنب‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي بتمامه‏.‏

أخرجه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن مروان كذبه يحيى والدارقطني

404-وعن علي وجابر قالا‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏بني الإسلام على ثلاثة‏:‏ أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب ولا تشهدوا عليهم بشرك، ومعرفة المقادير خيرها وشرها من الله، والجهاد ماض إلى يوم القيامة مذ بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم إلى آخر عصابة من المسلمين لا ينقض ذلك جور جائر ولا عدل عادل‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كان يضع الحديث

405-وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏لن يخرج أحد من الإيمان إلا بجحود ما دخل فيه‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو وضاع كما تقدم

406-وعن عائشة قالت‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏لا تكفروا أحداً من أهل القبلة بذنب، وإن عملوا بالكبائر وصلوا مع كل إمام وجاهدوا مع كل أمير‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف متروك الحديث

407-وعن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال‏:‏ قلت يا أبا حمزة إن ناساً يشهدون علينا بالكفر والشرك قال أنس‏:‏ أولئك هم شر الخلق والخليقة‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وقد ضعفه الأكثر ووثقه أبو أحمد بن عدي وقال‏:‏ عنده أحاديث صالحة عن أنس وأرجو أنه لا بأس به

408-وعن أبي سفيان قال‏:‏ سألت جابراً وهو مجاور بمكة وهو نازل في بني فهر فسأله رجل‏:‏ هل كنتم تدعون أحداً من أهل القبلة مشركاً‏؟‏ قال‏:‏ معاذ الله ففزع لذلك قال‏:‏ هل كنتم تدعون أحداً منهم كافرا‏؟‏ قال‏:‏ لا‏.‏

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب في ضعف اليقين

409-عن أبي هريرة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات

410-وعن النعمان بن بشير أنه كان يقول على منبره‏:‏ إن البلية كل البلية أن تعمل أعمال السوء في إيمان السوء‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون‏.‏

  باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين

411-عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن للمنافقين علامات يعرفون بها‏:‏ تحيتهم لعنة، وطعامهم نهبة، وغنيمتهم غلول، لا يقربون المساجد إلا هجراً، ولا يأتون الصلاة إلا دبراً مستكبرين إلا بالقول، لا يألفون ولا يؤلفون، خشب بالليل صخب بالنهار‏"‏ ‏(‏أي صاحون فيه متجادلون‏)‏ وقال يزيد مرة‏:‏ سخب بالنهار‏.‏

رواه أحمد والبزار وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وثقه يحيى بن معين وغيره وضعفه الدارقطني وغيره‏.‏

412-وعن أنس بن مالك قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏

‏"‏ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وحج واعتمر وقال إني مسلم‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان‏"‏‏.‏

رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف

413-وعن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏في المنافق ثلاث‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن الخطاب وهو مجهول

414-وعن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏آيات المنافق‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه زنفل العوفي كذاب

415-وعن سلمان الفارسي قال‏:‏ دخل أبو بكر وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من خلال المنافق‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان‏"‏، فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما ثقيلان فلقيتهما فقلت‏:‏ مالي أراكما ثقيلين‏؟‏ فقالا‏:‏ حديثاً سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏من خلال المنافق إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان‏"‏، قال‏:‏ أولا سألتماه‏؟‏ قالا‏:‏ هبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لكني سأسأله، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ لقيني أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهما ثقيلان وذكرت ما قالا فقال‏:‏ ‏"‏قد حدثتهما ولم أضعه على الموضع الذي يضعانه، ولكن المنافق إذا حدث بحديث وهو يحدث نفسه إنه يكذب، وإذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يخلف، وإذا اؤتمن وهو يحدث نفسه أنه يخون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو النعمان عن أبي وقاص وكلاهما مجهول - قاله الترمذي - وبقية رجاله موثقون‏.‏

416-وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن كان فيه خصلة ففيه خصلة من النفاق‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

417-وعن ابن مسعود قال‏:‏ اعتبروا المنافقين بثلاث‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه‏:‏ ‏{‏ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله‏}‏ إلى آخر الآية‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح

418-وعن أبي سعيد الخدري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أعلام المنافق‏:‏ إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمنته خانك‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات‏.‏

 بابان في النفاق وأهله

  باب في نية المؤمن والمنافق وعملهما

419-عن سهل بن سعد الساعدي قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏نية المؤمن خير من عمله، وعمل المنافق خير من نيته، وكل يعمل على نيته فإذا عمل المؤمن عملاً ثار في قلبه نور‏"‏‏.‏

رواه الطبراني وفيه حاتم بن عباد بن دينار ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات‏.‏

  باب منه في المنافقين

420-عن أبي هريرة قال‏:‏ مر رسول صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي بن سلول

وهو في ظل فقال‏:‏ قد غبر علينا ابن أبي كبشة، فقال ابنه عبد الله‏:‏ والذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب لئن شئت لأتيتك برأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لا، ولكن بر أباك وأحسن صحبته‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وقال‏:‏ تفرد به زيد بن بشر الحضرمي، قلت‏:‏ وثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات

421-وعن صلة بن زفر قال‏:‏ قلنا لحذيفة‏:‏ كيف عرفت أمر المنافقين ولم يعرفه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهم‏؟‏ قال‏:‏ إني كنت أسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام على راحلته، فسمعت ناساً منهم يقولون‏:‏ لو طرحناه عن راحلته فاندقت عنقه فاسترحنا منه، فسرت بينهم وبينه وجعلت أقرأ وأرفع صوتي فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال‏:‏ ‏"‏من هذا‏؟‏‏"‏ فقلت‏:‏ حذيفة قال‏:‏ ‏"‏من هؤلاء‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ فلان وفلان حتى عددتهم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏وسمعت ما قالوا‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ نعم، ولذلك سرت بينك وبينهم‏.‏ قال‏:‏ ‏"‏فإن هؤلاء فلاناً وفلاناً‏"‏ حتى عد أسماءهم ‏"‏منافقون، لا تخبرن أحداً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط وضعفه جماعة

422-وعن حذيفة قال‏:‏كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود وعمار يسوق - أو عمار يقود وأنا أسوق به - إذ استقبلنا اثنا عشر رجلاً متلثمين، قال‏:‏ ‏"‏هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة‏"‏، قلت‏:‏ يا رسول الله ألا تبعث إلى كل رجل منهم فتقتله‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏أكره أن يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه، وعسى أن تكفهم الدبيلة‏"‏‏.‏ قلنا‏:‏ وما الدبيلة‏؟‏قال‏:‏ شهاب من نار يوضع على نياط قلب أحدهم فيقتله‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ في الصحيح بعضه‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سلمة وثقه جماعة وقال البخاري‏:‏ لا يتابع على حديثه

423-وعن حذيفة قال‏:‏ أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطن الوادي وأخذ الناس العقبة، فجاء سبعة نفر متلثمون فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حذيفة القائد وعمار السائق قال‏:‏ ‏"‏شدوا ما بينكما‏"‏ فلم يصنعوا شيئاً فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ ‏"‏يا حذيفة هل تدري من القوم‏؟‏‏"‏ قلت‏:‏ ما أعرف منهم إلا صاحب الجمل الأحمر فإني أعلم أنه فلان‏.‏

قلت‏:‏ له حديث في الصحيح غير هذا السياق‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه تليد بن سليمان وثقه العجلي وقال‏:‏ لا بأس به كان يتشيع ويدلس وضعفه جماعة

424-وعن جابر قال‏:‏ كان بين عمار بن ياسر ووديعة بن ثابت كلام فقال وديعة لعمار‏:‏ إنما أنت عبد أبي حذيفة بن المغيرة ما أعتقك بعد‏.‏ قال عمار‏:‏ كم أصحاب العقبة‏؟‏ قال‏:‏ الله أعلم‏.‏ قال‏:‏ أخبرني عن علمك‏؟‏ فسكت وديعة قال من حضره‏:‏ أخبره وإنما أراد عمار أن يخبره أنه كان فيهم قال‏:‏ كنا نتحدث أنهم أربعة عشر فقال عمار‏:‏ فإن كنت فيهم فإنهم خمسة عشر‏.‏ فقال وديعة‏:‏ مهلاً يا أبا اليقظان أنشدك الله أن تفضحني اليوم‏.‏ فقال عمار‏:‏ ما سميت أحداً ولا أسميه أبداً ولكني أشهد أن الخمسة عشر رجلاً اثنا عشر رجلاً منهم حزب الله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد‏.‏

رواه الطبراني في الكبير - وفي الصحيح طرف منه - وفيه الواقدي وهو ضعيف

425-وعن أبي الطفيل قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك فانتهى إلى

عقبة فأمر مناديه فنادى‏:‏ لا يأخذن العقبة أحد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير يأخذها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وحذيفة يقوده وعمار بن ياسر يسوقه، فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوا النبي صلى الله عليه وسلم، فرجع عمار فضرب وجوه الرواحل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة‏:‏ ‏"‏قد قد‏"‏ فلحقه عمار، فقال‏:‏ سق سق حتى أناخ فقال لعمار‏:‏ هل تعرف القوم‏؟‏ فقال‏:‏ لا كانوا متلثمين وقد عرفت عامة الرواحل‏.‏ قال‏:‏ أتدري ما أرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قلت‏:‏ الله ورسوله أعلم‏.‏قال‏:‏ أرادوا أن ينفروا برسول الله فيطرحوه من العقبة‏.‏ فلما كان بعد ذلك نزع بين عمار وبين رجل منهم شيء ما يكون بين الناس فقال‏:‏ أنشدك بالله كم أصحاب العقبة الذين أرادوا أن يمكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ نرى أنهم أربعة عشر قال‏:‏ فإن كنت فيهم فكانوا خمسة عشر ويشهد عمار أن اثني عشر حزباً لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات

426-قال الطبراني‏:‏ حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا الزبير بن بكار قال‏:‏ تسمية أصحاب العقبة‏:‏ معتِّب بن قشير بن مليل من بني عمرو بن عوف شهد بدراً وهو الذي قال‏:‏ يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على خلائه، وهو الذي قال‏:‏ لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا، قال الزبير‏:‏ وهو الذي شهد بهذا الكلام‏.‏

ووديعة بن ثابت بن عمرو بن عوف وهو الذي قال‏:‏ إنما كنا نخوض ونلعب، وهو الذي قال‏:‏ مالي أرى قرانا هؤلاء أرغبنا بطوناً وأجبننا عند اللقاء‏.‏

وجد بن عبد الله بن نبتل بن الحارث من بني عمرو بن عوف وهو الذي قال عنه جبريل عليه السلام‏:‏ يا محمد من هذا الأسود كثير شعر عيناه كأنهما قدران من صفر ينظر بعيني شيطان وكبده كبد حمار يخبر المنافقين بخبرك وهو المخبر بخبره‏.‏

والحارث بن يزيد الطائي حليف لبني عمرو بن عوف وهو الذي سبق إلى الوشل - يعني البئر - التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسبقه أحد فاستقى منه‏.‏

وأوس بن قبطي وهو من بني حارثة وهو الذي قال‏:‏ إن بيوتنا عورة وهو جد يحيى بن سعيد بن قيس‏.‏

والجلاس بن سويد بن الصامت وهو من بني عمرو بن عوف وبلغنا أنه تاب بعد ذلك‏.‏

وسعد بن زرارة من بني مالك بن النجار وهو المدخن - الدخَن‏:‏ الحقد‏.‏ وفي المطبوع‏:‏ المدَّخر‏:‏ من الخَر‏:‏ وهو الذل والصغار - على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أصغرهم سناً وأخبثهم‏.‏

وسويد وراعش وهما من بلحبلى وهما ممن جهز ابن أبيّ في غزوة تبوك لخذلان الناس ‏(‏بخطه - أي‏:‏ بخط المؤلف لعله‏:‏ وهما ممن جهر بقول من أتى في غزوة تبوك يخذلان الناس‏.‏ كما في هامش الأصل‏)‏‏.‏

وقيس بن عمرو بن فهد‏.‏

وزيد بن اللصيب وكان من يهود قينقاع فأظهر الإسلام وفيه غش اليهود ونفاق من نافق‏.‏

وسلالة بن الحمام من بني قينقاع فأظهر الإسلام‏.‏

رواه الطبراني في الكبير من قول الزبير بن بكار كما ترى

427-وعن أبي الطفيل قال‏:‏ لما كان غزوة تبوك نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد‏"‏، فأتى الماء وقد سبقه أقوام فلعنهم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن محمد بن السكن عن بكر بن بكار ولم أر من ترجمهما

428-وعن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال‏:‏ دخلت على أبي الطفيل فوجدته

طيب النفس فقلت‏:‏ لأغتنمن ذلك منه فقلت‏:‏ يا أبا الطفيل النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم‏؟‏ سمهم من هم‏؟‏ قال‏:‏ فهَمَّ أن يخبرني بهم فقالت له امرأته سودة‏:‏ مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوتُ عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات

429-وعن أبي مسعود قال‏:‏ خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال‏:‏

‏"‏إن منكم منافقين فمن سميت فليقم‏"‏ ثم قال‏:‏ ‏"‏قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان‏"‏ حتى سمى ستة وثلاثين رجلاً ثم قال‏:‏ إن فيكم أو منكم فاتقوا الله‏"‏ قال فمر عمر على رجل ممن سمى ‏"‏مُقنَّع‏"‏ قد كان يعرفه قال‏:‏ مالك‏؟‏ قال‏:‏ فحدثه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ بعداً لك سائر اليوم‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عياض بن عياض عن أبيه ولم أر من ترجمهما

430-وعن أم سلمة قالت‏:‏ قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏من أصحابي من لا أراه ولا يراني بعد أن أموت أبداً‏"‏ قال‏:‏ فبلغ ذلك عمر فأتاهما يشتد - أو يسرع - فقال‏:‏ أنشدك الله أنا منهم‏؟‏ قالت‏:‏ لا ولا أبرئ بعدك أحداً أبداً‏.‏

رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير، وفيه رواية أخرى لأبي يعلى وأحمد

عنها‏:‏ دخل عليها عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ فقال‏:‏ يا أمه قد خفت أن يهلكني كثرة مالي أنا أكثر قريش مالاً قالت‏:‏ يا بني أنفق فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه‏"‏ - فذكر نحوه وفيه‏:‏ عاصم بن بهدلة وهو ثقة يخطئ

431-وعن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال - ونحن عنده - ‏:‏ ‏"‏ليدخلن عليكم رجل لعين‏"‏ فوالله مازلت وجلاً أتشوف خارجاً وداخلاً حتى دخل فلان - يعني الحكم - ‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

432-وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏ليطلعن عليكم رجل يبعث يوم القيامة على غير سنتي - أو على غير ملتي - ‏"‏ وكنت تركت أبي في المنزل فخفت أن يكون هو فاطلع رجل غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هو هذا‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه رجلاً لم يسم

433-وعنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏يطلع عليكم رجل من هذا الفج من أهل النار‏"‏ وكنت تركت أبي يتوضأ فخشيت أن يكون هو فاطلع غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏هو هذا‏"‏‏.‏

ورجاله رجال الصحيح

434-وعن ابن الزبير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أول من يطلع من هذا الباب من أهل النار‏"‏ فطلع فلان‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف‏.‏

435-وعن ابن عباس قال‏:‏ يقول أحدهم‏:‏ أبي صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنعلٌ خَلِقٌ ‏(‏بالٍ‏)‏ خير من أبيه‏.‏

رواه البزار ورجاله رجال الصحيح

436-وعن الحسن بن علي أنه قال لأبي الأعور السلمي‏:‏ ويحك ألم يلعن رسول الله رِعلاً وذكوان وعمرو بن سفيان‏.‏

رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف وهو ثقة‏.‏

وذكر سنداً آخر إلى الحسن قال‏:‏ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا بيت فاطمة قال وذكر الحديث وكتبناه في أحاديث ابن نمير في الإملاء

437-وعن سفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً فمر رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق فقال‏:‏ ‏"‏لعن الله القائد والسائق والراكب‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات

438-وعن المهاجر بن قنفذ قال‏:‏ رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة على بعير فقال‏:‏

‏"‏الثالث ملعون‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات

439-وعن سعد بن حذيفة قال‏:‏ قال عمار بن ياسر يوم صفين وذكر أمرهم وأمر الصلح فقال‏:‏ والله ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما رأوا عليه أعوانا أظهروه‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وسعد بن حذيفة لم أر من ترجمه‏.‏

440-عن عبد الله بن عمرو قال‏:‏ يؤذن المؤذن، ويقيم الصلاة قوم وما هم بمؤمنين‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم

441-وعن عبد الرحمن بن عوف قال‏:‏ دخلت على عمر فقال‏:‏ يا عبد الرحمن بن عوف أتخشى أن يترك الناس الإسلام ويخرجون منه‏؟‏ قلت‏:‏ لا إن شاء الله وكيف يتركونه وفيهم كتاب الله وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ فقال‏:‏ لئن كان من ذلك شيء ليكونن بنو فلان‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب تحشر كل نفس على هواها

442-عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏كل نفس تحشر على هواها فمن هوي الكفر فهو مع الكفرة ولا ينفعه عمله شيئاً‏"‏‏.‏

قلت‏:‏ له في الصحيح‏:‏ ‏"‏يبعث كل عبد على ما مات عليه‏"‏ فقط‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف

443-وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏

‏"‏من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات في أحد السندين‏.‏

  باب البراءة من النفاق

444- قال رجل لعبد الله بن مسعود‏:‏ إني أخاف أن أكون منافقاً قال‏:‏ لو كنت منافقاً ما خفت ذلك‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وهو منقطع‏.‏

  باب في إبليس وجنوده

445-عن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏قال إبليس لربه‏:‏ يا رب أهبطتَ آدم، وقد علمتُ أنه سيكون كتاب ورسل فما كتابهم ورسلهم‏؟‏ قال‏:‏ رسلهم الملائكة، والنبيون منهم وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان‏.‏ قال‏:‏ فما كتابي‏؟‏ قال‏:‏ كتابك الوشم وقرآنك الشعر ورسلك الكهنة وطعامك مالا يذكر اسم الله عليه وشرابك كل مسكر وصدقك الكذب وبيتك الحمام ومصايدك النساء ومؤذنك المزمار ومسجدك الأسواق‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن صالح الأيلي ضعفه العقيلي‏.‏

قلت‏:‏ ويأتي حديث أبي أمامة في أواخر الأدب في الشعر مثل هذا - أو أتم - إن شاء الله

446-وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إذا أصبح إبليس بعث جنوده فيقول‏:‏ من أضل اليوم مسلماً ألبسته التاج، فيجيئون فيقول أحدهم‏:‏ لم أزل به حتى طلق امرأته فيقول‏:‏ يوشك أن يتزوج‏.‏ ويجيء هذا فيقول‏:‏ لم أزل به حتى عق والديه فيقول‏:‏ يوشك أن يبر‏.‏ ويجيء هذا فيقول‏:‏ لم أزل به حتى أشرك، فيقول‏:‏ أنت أنت‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب اختلط وبقية رجاله ثقات

447-وعن أبي ريحانة قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏إن إبليس يضع عرشه على البحر فيتشبه بالله عز وجل ودونه الحجب فيندب جنوده فيقول‏:‏ من لفلان الآدمي‏؟‏ فيقوم اثنان فيقول‏:‏ قد أجَّلتكما سنة فإن أغويتماه وضعت عنكما التعب وإلا صلبتكما‏"‏ قال‏:‏ فكان يقول لأبي ريحانة‏:‏ ‏"‏لقد صلب فيك كثير‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي ضعفه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات‏.‏

  باب فيمن يغويهم الشيطان

448-عن معاوية بن قرة عن أبيه قال‏:‏ كنت مع أبي نريد النبي صلى الله عليه وسلم فلما كنا ببعض الطريق مررنا بحي فبتنا فيه فإذا الراعي قد جاء إلى أهل الحي يسعى يقول‏:‏ لست أرعى لكم فإن الذئب يجيء كل ليلة فيأخذ شاة من الغنم، والصنم ينظر لا ينكر ولا يغير، فقالوا‏:‏ أقم علينا - أحسبه قال - ‏:‏ حتى نأتيه، فأتوه فتكلموا حوله قال للراعي‏:‏ أقم الليلة، قال‏:‏ إني أقيم الليلة حتى ننظر قال‏:‏ فبتنا ليلتنا فلما كان صلاة الغداة إذ الراعي يشتد إلى أهل القرية يقول لهم‏:‏ البشرى ألا ترون الذئب مربوطاً بين يدي الغنم بغير وثاق‏؟‏ فجاؤوا وجئنا معهم قال‏:‏ فقال‏:‏ نعم، هكذا فاصنع، فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدث أبي الحديث فقال‏:‏ ‏"‏يتلعب بهم الشيطان‏"‏‏.‏

رواه البزار ومداره على أزهر بن سنان ضعفه ابن معين وقال ابن عدي‏:‏ أحاديثه صالحة ليست بالمنكرة جداً

449-وعنه أيضاً قال‏:‏ ذهبت لأسلِم حين بُعث النبي صلى الله عليه وسلم فأردت أن أدخل مع رجلين أو ثلاثة في الإسلام فأتيت الماء حيث يجتمع الناس فإذا أنا براعي القرية

الذي يرعى أغنامهم فقال‏:‏ لا أرعى لكم أغنامكم قالوا‏:‏ لم‏؟‏ قال‏:‏ يجيء الذئب كل ليلة فيأخذ شاة وصنمنا هذا قائم لا يضر ولا ينفع ولا يغير ولا ينكر قال‏:‏ فرجعوا وأنا أرجو أن يسلموا فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد، ما البشرى‏؟‏ ما البشرى‏؟‏ قد جيء بالذئب فهو بين يدي الغنم مقموطاً ‏(‏أي‏:‏ مشدود اليدين والرجلين كما يفعل بالصبي في المهد‏)‏ فذهبت معهم فقبلوه وسجدوا له وقالوا‏:‏ هكذا فاصنع‏.‏ فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته هذا الحديث فقال‏:‏ ‏"‏عبث بهم الشيطان‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وقد تقدم الكلام عليه قبله

450-عن السائب قال‏:‏ بعث معي أهلي بقدح لبن وزبد إلى آلهتهم فذهبت به فلقد خفتُ أن آكل منه شيئاً فوضعته إذ جاء الكلب فشرب اللبن وأكل الزبد وبال على الصنم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات

451-وعنه أيضاً‏:‏ أنه كان فيمن بيني الكعبة في الجاهلية قال‏:‏ ولي حجر أنا نحته بيدي أعبده من دون الله تعالى وأجيء باللبن الخائر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه فيجيء الكلب فيلحسه ثم يشغر ‏(‏أي‏:‏ يرفع إحدى رجليه‏)‏ فيبول‏.‏ فذكر الحديث وهو بتمامه في بناء الكعبة‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏.‏

  باب في شيطان المؤمن

452-عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن المؤمن ليُنضي ‏(‏أي‏:‏ يهزل‏)‏ شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه ابن لهيعة‏.‏

  باب في أهل الجاهلية

453- عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏إن أول من سيب السوائب وعبد الأصنام‏:‏ أبو خزاعة عمرو بن عامر، وإني رأيته يجر أمعاءه في النار‏"‏‏.‏

رواه أحمد وفيه إبراهيم الهجري وهو ضعيف

454-وعن ابن عباس قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏

‏"‏أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه صالح مولى التوأمة وضعفه بسبب اختلاطه، وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط، وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه

455-وعن علقمة قال‏:‏ كنا جلوساً عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت‏:‏ أنت الذي تحدث‏:‏ أن امرأة عُذبت في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها‏؟‏ فقال‏:‏ سمعته منه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فقالت‏:‏ هل تدري ما كانت المرأة‏؟‏ إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة، وإن المؤمن أكرم على الله عز وجل من أن يعذبه في هرة فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تحدث‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

456-وعن أبي رزين العقيلي عن عمه قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أين أمي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أمك في النار‏"‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ فأين من مضى من أهلك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏أما ترضى أن تكون أمك مع أمي‏"‏‏.‏

رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات‏.‏

457-وعن بريدة قال‏:‏ كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزل ونحن معه قريب من ألف راكب فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأم والأب يقول‏:‏ يا رسول الله مالك‏؟‏ قال‏:‏

‏"‏إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح‏"‏

458-عن بريدة قال‏:‏ كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بودان ‏(‏قرية بقرب الجحفة‏)‏ أو بالقبور سأل الشفاعة أمه - أحسبه قال - ‏:‏ فضرب جبريل صلى الله عليه وسلم صدره وقال‏:‏ لا تستغفر لم مات مشركاً‏"‏‏.‏

رواه البزار وقال‏:‏ لم يروه بهذا الإسناد إلا محمد بن جابر عن سماك بن حرب، قلت‏:‏ ولم أر من ذكر محمد بن جابر هذا ‏(‏فائدة‏:‏ محمد بن جابر هذا هو اليمامي ضعفه أحمد بن حنبل وغيره‏.‏ كما في هامش الأصل‏)‏

459-وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلاً ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه وقالوا‏:‏ ما بكَّى نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذا المكان إلا وقد حدث في أمته شيء لا يطيقه فلما بكى هؤلاء، قام فرجع إليهم فقال‏:‏ ‏"‏ما يبكيكم‏؟‏‏"‏ قالوا‏:‏ يا نبي الله بكينا لبكائك قلنا‏:‏ لعله حدث في أمتك شيء لا تطيقه قال‏:‏ ‏"‏لا، وقد كان بعضه ولكن نزلت على قبر فدعوت الله أن يأذن لي في شفاعته يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت، ثم جاءني جبريل عليه السلام فقال‏:‏ ‏{‏وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه‏}‏ فتبرأْ من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه، فرحمتها

وهي أمي فدعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعاً فرفع عنهم اثنتين، وأبى أن يرفع عنهم اثنتين‏:‏ دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء، والغرق من الأرض، وأن لا يلبسهم شيعاً، وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض، فرفع عنهم الرجم من السماء، والغرق من الأرض، وأبى الله أن ترفع عنهم اثنتان‏:‏ القتل والهرج‏"‏‏.‏ وإنما عدل إلى قبر أمه لأنها مدفونة تحت كذا وكذا وكان عسفان لهم‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو الدرداء وعبد الغفار بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه عن عكرمة ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم

460-وعن عمران بن الحصين أن أباه الحصين أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ أرأيت رجلاً كان يقري الضيف ويصل الرحم مات قبلك وهو أبوك‏؟‏ فقال‏:‏ إن أبي وأباك وأنت في النار‏"‏ فمات حصين مشركاً‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح

461-وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص - ‏:‏ أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله أين أبي‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏في النار‏"‏ قال‏:‏ فأين أبوك‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار‏"‏‏.‏

رواه البزار والطبراني في الكبير وزاد‏:‏ فأسلم الأعرابي فقال‏:‏ لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعناء، ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار‏"‏‏.‏ ورجاله رجال الصحيح

462-عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏ليأخذن رجل بيد أبيه يوم القيامة فليقطعنه نارا يريد أن يدخله الجنة قال‏:‏ فينادى أن الجنة لا يدخلها مشرك إن الله قد حرم الجنة على كل مشرك قال‏:‏ فيقول‏:‏

أي ربِّ أبي قال‏:‏ فيتحول في صورة قبيحة وريح منتنة فيتركه‏"‏ قال‏:‏ وكان أصحاب رسول الله يرون أنه إبراهيم ولم يزدهم رسول صلى الله عليه وسلم على ذلك‏.‏

رواه أبو يعلى والبزار ورجالهما رجال الصحيح

463-عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏

‏"‏يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول‏:‏ يا أبت هل أنت مطيعي اليوم‏؟‏ وهل أنت تابعي اليوم‏؟‏ فيقول‏:‏ نعم فيأخذ بيده فينطلق به حتى يأتي به الله تبارك وتعالى وهو يعرض الخلق فيقول‏:‏ أي ربِّ إنك وعدتني أن لا تخزني فيعرض الله تبارك وتعالى عنه ثم يقول‏:‏ مثل ذلك، فيمسخ الله أباه ضبعاً فيهوي في النار فيقول‏:‏ أبوك فيقول‏:‏ لا أعرفك‏"‏‏.‏

رواه البزار ورجاله ثقات

464-عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن الحارث بن هشام أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع قال‏:‏ يا رسول الله إنك تحث على صلة الرحم والإحسان إلى الجار وإيواء اليتيم وإطعام الضيف وإطعام المسكين وكل هذا كان يفعله هشام بن المغيرة فما ظنك به يا رسول الله‏؟‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كل قبر لا يشهد صاحبه أن لا إله إلا الله فهو جذوة من النار وقد وجدت عمي أبا طالب في طمطام ‏(‏أي‏:‏ وسط‏)‏ من النار فأخرجه الله لمكانه مني وإحسانه إلي فجعله في ضحضاح ‏(‏أي‏:‏ اليسير‏)‏ من النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو منكر الحديث لا يحتجون بحديثه وقد وثق

465-وعن أم سلمة قالت‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله إن عمي هشام بن المغيرة

كان يطعم الطعام ويصل الرحم ويفعل ويفعل فلو أدركك أسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏كان يعطي للدنيا وحمدها وذكرها وما قال يوماً قط‏:‏ اللهم اغفر لي يوم الدين‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح

466-وعن سلمة بن يزيد الجعفي قال‏:‏ انطلقت أنا وأخي وأبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ قلنا‏:‏ يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئاً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏ قال‏:‏ قلنا‏:‏ فإنها كانت وأدت أختاً لها فهل ذلك نافعها شيئاً‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏الوائدة والموءودة في النار، إلا أن تدرك الوائدة الإسلام ليعفو الله عنها‏"‏‏.‏

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والطبراني في الكبير بنحوه

467-وعن عدي بن حاتم قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله أن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا قال‏:‏ ‏"‏إن أباك أراد أمراً فأدركه‏"‏ - يعني الذكر - ‏.‏

رواه أحمد ورجاله ثقات والطبراني في الكبير

468-وعن سهل بن سعد أن عدي بن حاتم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويحمل الكل ويطعم الطعام قال‏:‏ فهل أدرك الإسلام‏؟‏ قال‏:‏ ‏"‏لا‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏فإن أباك كان يحب أن يذكر فذُكر‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد وهو متروك الحديث

469-وعن ابن عمر قال‏:‏ ذُكر حاتم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏

‏"‏ذاك رجل أراد أمراً فأدركه‏"‏‏.‏

رواه البزار وفيه عبيد بن واقد القيسي ضعفه أبو حاتم

470-وعن سلمة بن عامر الضبي قال‏:‏ أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت‏:‏ يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويقري الضيف ويفي بالذمة قال‏:‏ ‏"‏ولم يدرك الإسلام‏؟‏‏"‏ قال‏:‏ لا‏.‏ فلما وليت فقال‏:‏ ‏"‏علي بالشيخ‏"‏ قال‏:‏ ‏"‏يكون ذلك في عقبك فلن تزولوا ولن تتفرقوا أبداً‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون

471-وعن عفيف الكندي قال‏:‏ بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل وفد من اليمن فذكروا أمر القيس بن حجر الكندي وذكروا بيتين من شعره فيهما ذكر ضارج ماء من مياه العرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار‏"‏‏.‏

رواه الطبراني في الكبير من طريق سعد بن فروة بن عفيف عن أبيه عن جده ولم أر من ترجمهم‏.‏